Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Genres
[وجوه فضله وعلمه (ع)]
اعلم أن لباب هذا الكتاب ومقصودنا منه الإشارة إلى فضل أئمة العترة النبوية، وكثرة علومها على كثرة أعدائها، وإخافة الدولة الظالمة لها، والعلم محله القلب وهو ثمرة الفكر الخالص من الشوائب، فأما من مني من أهل عصره بأنواع المصائب وفنون النوائب، وكان في غالب أحواله متوقعا للموت الأحمر، ومستورا في أكثر أوقاته لا يظهر؛ فكثير منه قليل العلم.
ومن تفكر في أهل البيت عليهم السلام وجدهم قد جمعوا بين العلم والعمل على أبلغ ما يكون من خوف سلاطين الدول ، وهذا يشبه أن يكون تصديقا لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي، وفي زرعي وزرع زرعي)) وما شابه هذا من الأخبار النبوية والآثار المصطفوية.
نعم، ولما كان الهادي إمام أئمة الزيدية، والشمس المنيرة في سماء الملة المحمدية؛ أردنا أن نبين فضله وعلمه، ويدل على ذلك وجوه نذكرها ونشير إليها.
أولها: ما قدمناه من الأحاديث المروية عن النبي والوصي صلى الله على رسوله وعلى وصيه وآلهما فإنها بصريحها دالة على فضله وعلمه، وهي وإن لم تكن متواترة فإنها مفيدة لقوة الظن وغلبته، لأن من روي فيه حديث نبوي أفضل ممن لم يرو فيه شيء أصلا.
Page 277