202

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فلما أهلكه الله قابلتنا أنت وأخوك الجبار الفظ الغليظ العنيد بأضعاف فتنته، واحتذاء سيرته، قتلا وعذابا وتشريدا وتطريدا، فأكلتمانا أكل الربا حتى إذا لفظتنا الأرض خوفا منكما، وتأبدنا في الفلوات هربا عنكما، فأنست بنا الوحوش وأنسنا بها، وألفتنا البهائم وألفناها.

ولو لم يجترم أخوك إلا قتل الحسين بن علي وأسرته بفخ لكفى بذلك عند الله وزرا عظيما، وسيعلم وقد علم ما اقترف والله مجازيه وهو المنتقم لأوليائه من أعدائه.

ثم امتحننا الله بك من بعده فحرصت على قتلنا، وظلمت الأول والآخر منا، لا يمنعك منهم بعد دار ولا نأي جار، تتبعهم حيلك ومكائدك حيث سيروا من بلاد الترك والديلم ، لا تسكن نفسك ولا يطمئن قلبك دون أن تأتي على آخرنا ، ولا تدع صغيرنا ولا ترثى لكبيرنا، لئلا يبقى داع إلى حق ولا قائل بصدق، ولا أحد من أهله.

حتى أخرجك الطغيان وحزبك الشنآن أن أظهرت بغضة أمير المؤمنين، وأعلنت بنقصه، وقربت مبغضيه، وآويت شانئيه، حتى أربيت على بني أمية في عداوته، وأشفيت غلتهم في تناوله، وأمرت بكرب قبر الحسين بن علي -صلوات الله عليه- وتعمية موضعه، وقتل زواره، واستئصال محبيه، وأوعدت فيه وأبرقت على ذكره.

Page 246