240

علي بن أسباط وكان ذا مال ودنيا عريضة فطالبه القفص بأن يشتري نفسه منهم بمال عظيم وعذبوه إلى أن قال قائل منهم احشوا فاه جمرا حتى يشتري نفسه منا ففعلوا ذلك فانتثرت نواجذه وأنيابه وأضراسه وتركته القفص وجميع سائر من في القافلة وساروا بالغنيمة فبكي علي بن أسباط وقال والله ما مصيبتي بغمي بأعظم من مصيبتي بما حملته إلى سيدي الرضا (عليه السلام) ورقد من شدة وجعه فرأى في منامه سيدنا الرضا (عليه السلام) وهو يقول له: لا تحزن فإن هداياك وألطافك عندنا بالسوس إذا وردناها ووردتها وأما فوك فأول مدينة تدخلها فاطلب السعد المسحوق فاحش به فاك فإن الله يرد عليك نواجذك وأنيابك وأضراسك فانتبه مسرورا، فقال: الحمد لله حق حمده على ما رأيت وحقا ما رأيت وحمل نفسه حتى دخل أول مدينة والتمس السعد بها فأخذه وحشى فاه فرد الله عليه جميع نواجذه وسار حتى لقي سيدنا الرضا (عليه السلام) بالسوس فلما دخل عليه قال له: يا علي قد وجدت جميع ما قلنا لك في السعد حقا فادخل إلى تلك الخزانة فانظر هداياك وألطافك وجميع ما كان مما أهديته إلينا تراه بحاله وما كان لك فخذه فدخل علي بن أسباط الخزانة فوجد جميع ما كان معه لم يفقد منه شيئا فأخذ ما كان له وترك الهدايا والألطاف وسار الرضا (عليه السلام) إلى المأمون فزوجه أخته وجعله ولي عهده وضرب اسمه على الدراهم وهي الدراهم الرضوية وجمع بني العباس وناظرهم في فضل علي بن موسى حتى ألزمهم الحجة ورد فدكا على ولد فاطمة (عليها السلام) ثم سمه بعد كيد طويل نشرح منه بعضه في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

حدثني محمد بن زيد وحدثه محمد بن منبر، بعد أن حدثني محمد بن زيد، قال: حدثني محمد بن خلف الطاطري، قال: حدثني هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدي الرضا علي بن موسى (عليه السلام) فدخلت أريد الإذن على سيدي الرضا (عليه السلام) وكان يتوالى سيدنا

Page 280