221

الجعفري، عن علي بن أحمد البزاز صاحب جعفر (صلوات الله عليه)، قال هاشم : جلست بين يديه أسمع منه ولا أسأل، وجلست عشرين وأسأله ويجيبني، فقلت له يوما: وقد دخل عليه عبد الله الديصاني معه من أصحابه وقد سأله فقال له: يا أبا عبد الله يقدر ربك جمع السماوات والأرض في بيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر السماوات والأرض، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) انظر بعينيك يا ديصاني ما ذا ترى، فقال أرى سماء وأرضا وجبالا وبحارا وأنهارا وضروبا من الخلق في صور شتى فقال له: ويحك يا ديصاني أنت ترى هذا كله في ناظريك الذي هو أقل من عدسة ولا يكبر ناظريك ولا يصغر ما تراه فالذي يجمع السماوات والأرض في بيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر السماوات والأرض هو الذي جمع هذا كله في ناظريك ولم يصغر ما تراه فكان آخر كلامه أن قال له: ما اسمك فسكت الديصاني فهزه أصحابه فقال لهم: اسمي عبد الله، فقال: ويحك كيف تجحد من أنت عبده فانقطع عن الكلام وسكت فلما خلا المجلس قلت له: يا أبا عبد الله أما رحمتك وسعت كل شيء فقد حملتني منها عظيما فأرني دلالة من دلائلك فقال: يا ديصاني حدث هاشم بقصتك فقلت في نفسي أوليس قد خرج الديصاني وخلا المجلس فإذا بالديصاني وحده واقف بين يديه ينتفض ويرتعد فقال حدثه لا أم لك فقال الديصاني: يا هاشم القدرة لله رب العالمين رب السماوات والأرض وهي في هذا الرجل ولقد والله دعا علي سبع مرات وزجرني سبع زجرات يقول لي بعد كل زجرة إن لم تقر بالله فكن قردا فصرت قردا وخضعت وخشعت وبكيت بين يديه فردني بشرا سويا فلم أقر بالله فقال لي: كن خنزيرا وكن وزغا وكن جريا وكن حديدا فكلا أكون وأستقيله فيردني ولا أقر بالله إلى غايتي هذه ولا أدري ما يفعل فقلت لا إله إلا الله ما أعظم جرمك وأشد كفرك فقال له: الحق بأصحابك فإنهم منتظروك في الموضع الذي أخذناك منهم فقص عليهم قصتك فغاب الديصاني فقلت له يا

Page 258