وجل امتحنك بمعرفتنا وبحقوق إخوانك المؤمنين فتنفس صعدا ونظرت إليه وقد تحول شعر رأسه ولحيته بياضا من شدة ما داخله من الأسف والحزن وخرج وهو يبكي ويقول أتوب إلى الله يا ابن بنت رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين تالله إني كنت في ضلال مبين قبل يومي هذا وجعل يبكي بكاء شديدا حتى غاب عن بصري قال جابر: فقلت يا ابن رسول الله فما حال جابر، فيما ينفقه على أهله وولده وهم لا يعرفون الحق وشفقتي عليهم أكثر من شفقتي على إخواني وأنا منهم، قال معاذ الله ما أنت منهم ولا هم منك إذا كانوا لا يعرفون هذا، قال جابر: قلت سيدي ومولاي قد ابتليت بهم قال: والله ما ابتليت بهم إلا بتركك بر إخوانك وتضييعك لحقوقهم، قلت سيدي ومولاي فإخواني إذا قليل على حسب ما وصفت قال: ذلك أوكد للحجة عليك من حق المؤمنين فمن كان مقصرا فليس يلزمك حقه ومن كان بالغا فهو أخوك لأبيك وأمك ترثه ويرثك وليس شيء أحق من حق أخيك المؤمن يا جابر فقلت وللقصرة قال: عرفهم الشيء بعد الشيء وارفعهم من الدرجة إلى الدرجة فإن يرد الله بهم خيرا أرشدهم إلى هذا الأمر ومن لم يرد به خيرا نكبه في معرفته ومن أرشدته فقد أحييته ومن أحيى ميتا فكأنما أحيا الناس جميعا @HAD@ وإياك يا جابر أن تطلع على سر الله مقصرا حتى تعلم أنه قد استبصر قال الله تعالى: فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا
مكتوما قال: يا جابر إن الله أحب أن يعبد سرا فما ذنب محمد وعلي.
وعنه عن أبي الطيب الصابوني، عن هارون بن إسحاق المدني، عن الحكم بن أبان بن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله وهو بالمدينة أن اشتر لي درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه،
Page 232