97

أدافعه حتى أبحت له صدري

وإني لأدري أن في الموت راحة

وأجنبه حتى كأني لا أدري

ولولا تقى لا يملك اليأس صرفه

لأوردني يأسي على المسلك الوعر

وقد عاش بقية عمره بهذه الوحشة، وهذا الملل، وهذا التردد بين اليأس والرجاء، لا يدري ما يدافعه من خيبة في حياته الأدبية، ولا من خيبة في حياته الوجدانية، وكلها أثقل وأمض من أن تطاق في حالة السليم الجليد، فلما أطبقت عليه العلة الوبيلة - علة الشلل - ران عليه وجوم الأبد قبل الهرم، وقبل الموت، فترك الدنيا ومن فيها وما فيها، ولم يحفل حتى بأن يقول: إنه تركها غير مأسوف عليها ...

شكري الناثر

والشاعر الناقد (شكري) كاتب ناثر على أسلوبه ومنهجه في السهولة والسلاسة، وقلة الاحتفال بالتنقيح والتجميل، لكن نثره شعر، ونقده لا تقرأ مثله لشاعر غير ناقد أو لناقد غير شاعر.

ومن مؤلفاته النثرية كتاب «حديث إبليس» وكتاب «الاعترافات» وكتاب «مذكرات مجنون» عدا فصوله المجموعة في كتاب «الصحائف»، وكتاب «الثمرات»، وطابعها الغالب عليها جميعا أنها وحي نفسه الذي لا يشبهه فيه كاتب يطرق هذه المعاني والأغراض، فهي «شكرية» في كل صفحة من صفحاتها، وكل فقرة من فقراتها يكاد يميزها اللفظ المسترسل، كما يميزها لون الفكر والوجدان.

يقول من فصل له عن هيبة الحياة وهيبة الموت:

Unknown page