185

واستشار القرشيين فزهدوه في أمير المؤمنين وحببوا له عثمان ، ودفعوه الى اختياره وانتخابه.

وحلت الساعة الرهيبة التي تغير فيها مجرى التأريخ فقال عبد الرحمن لابن اخته :

« يا مسور .. اذهب فادع لي عليا وعثمان.

« بأيهما أبدأ يا خال؟ »

« بأيهما شئت. »

فانطلق مسور ، فاحضر الامام ، وعثمان وحضر المهاجرون والانصار وازدحمت الجماهير في الجامع لتأخذ القرار الحاسم فقام عبد الرحمن وقال :

« أشيروا علي في هذين واشار الى سليل هاشم ، وشيخ الامويين » فانبرى إليه الطيب ابن الطيب عمار بن ياسر فقال له :

« ان أردت ألا يختلف الناس فبايع عليا .. »

وأشار عليه بالرأي الصائب الذي يصون الامة من الاختلاف ، ويحميها من النزاع والانشقاق ، وانطلق المقداد فأيد مقالة عمار ، فقال :

« صدق عمار .. وإن بايعت عليا ، سمعنا واطعنا .. »

فقام عبد الله بن ابي سرح أحد أعلام الامويين الذين ناهضوا النبي صلى الله عليه وآلهوسلم وناجزوه فخاطب ابن عوف فقال له :

« إن أردت ألا تختلف قريش فبايع عثمان .. »

واندفع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي فقال :

« صدق إن بايعت عثمان سمعنا وأطعنا .. »

وانبرى عمار بن ياسر فشتم ابن أبي سرح وقال له :

« متى كنت تنصح للإسلام؟؟! »

Page 193