96

Hawi Fi Tibb

الحاوي في الطب

Investigator

هيثم خليفة طعيمي

Publisher

دار احياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

1422 AH

Publisher Location

بيروت

فأما الصبيان فإنه يكفى فيهم السهر والتفزع والبكاء لشدة تمدد البدن واعتقال البطن فأما الألوان الخضر والتمدد فتعين على ذلك بأن في البدن أخلاطا رديئة واستدل على موت من يموت ألف وسلامة من يسلم بسائر الدلائل الأخر ولا يحكمن من دليل واحد أبدا.)

فصول أن تكن الحمى بعد التشنج فهو خير من أن يكون التشنج من بعد الحمى إذا حدث التشنج بغتة فيجب ضرورة أن يكون من امتلاء وإنما يمتلى العصب من الكيموس اللزج البارد الذي منه غذاؤه فإذا حدثت الحمى بعد هذا التشنج فكثيرا ما يسخن ذلك الكيموس الذي منه امتلاء العصب وتذيبه وتلطفه وتحلله فإذا عرضت حمى محرقة فجففت البدن كله ثم إن عرض التشنج من قبل اليبس فالآفة عظيمة جدا وذلك إنه لا يكاد يبرؤ لأن العصب يحتاج إلى أن يرطب إلى مدة طويلة فشدة قوة المرض لا تمهل لكن تحل القوة سريعا فتجلب موتا سريعا.

التشنج والتمدد يعرض في العصب أما من قبل الأورام الحارة الجاسية أو من قبل البرد واليبس المفرط ومن إصابة تشنج أو تمدد ثم اعترته حمى انحل بها ذلك التشنج.

التمدد صنف من أصناف التشنج إلا أنه لا ترى الأعضاء فيه للتشنج بل يتمدد إلى وراء وإلى قدام تمددا سواءا ولذلك خص باسم التمدد فجميع أصناف التشنج ثلاثة التشنج إلى خلف والتشنج إلى قدام والتمدد وجميعها إما من امتلاء الأعضاء العصبية أو من استفراغها وما يتبع من التشنج حمى محرقة فواجب أن يكون من اليبس وما حدث ابتداء فهو من امتلاء وهذا الصنف إذا حدث بعده حمى الرطبة بالرطوبة التي في العضل وانضجت بعض برودته فهذا ما عرض الأطباء فيه لي التشنج هو أن يرى العضو قد قصر والتمدد هو أن يرى قد امتد إلى جانب من غير أن تراه قد تقبض وقصر وقال قد رأيت التشنج حدث كم مرة عن لذع شديد في فم المعدة كما عرض لفتى يتقيؤ مرارا زنجاريا فإنه لما تقيأ هذا المرار أصابه لذع شديد في فم معدته ثم تشنج فلما استوفى قىء هذا الخلط ذهبت حماه وتشنجه جميعا.

قال الذي يكون من الامتلاء يبرؤ بالاستفراغ والذي يكون من الاستفراغ فلا يكاد يبرؤ لي التشنج هو أن يرى العضو قد قصر والتمدد إلى أن كان شيء يخلص من التشنج اليابس فهذا التدبير يجلس العليل في الماء والدهن الفاترين ويحلق الرأس ويضمد بالمياه واللعابات مع الأشياء الملينة ويوضع على الفقار كله والمفاصل في كل موضع الية يشد عليه يحل ويدلك ويسخن ويعاد وينقل إلى الماء الفاتر ويسعط بدهن القرع ويعرق الرأس به ويجعل عليه بقطنة ويجعل في بيت بارد جدا لا يعرقن فيه البتة ويطعم حسا دسما لينا معمولا من ماء شعير ودهن لوز والسكر يحسى منه ما أمكن ثم يحسى بعده أيضا حسا متخذا من لباب الخبز وماء اللحم والشراب ويسقى شرابا قد مزج بماء كثير فيدام مرخ المفاصل والخرز بالدهن والألعبة ويحقن بالماء ودهن)

البنفسج ولعاب بزرقطونا.

Page 120