Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
ليس يوم إلا وفيه سعود ... ... ونحوس تجري لقوم وقوم وقد كانت الفرس أكثر الناس طيرة، وكانت العرب إذا أرادت سفرا نفرت أول طائر تلقاه فإن طار يمنة سارت وتيمنت، وإن طار يسرة رجعت وتشاءمت، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: "أقروا الطير في وكناتها"، وحكى عكرمة عن ابن عباس: أنه مر به طائر يصيح فقال له رجل جالس عنده: خير، فقال ابن عباس: لا خير ولا شر، إلى أن قال: والطيرة من وساوس النوكى وذرائع الحرمان فيجب اطراحها وصرف النفس عنها، وليقل إن عارضته ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تطير فليقل اللهم لا يأتي بالخيرات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كفارة الطيرة توكل على الله تعالى"، وقيل في الحكم: الخيرة في ترك الطيرة، إلى آخره.
أقول: وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا"، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة، وروي عنه أنه سمع كلمة فأعجبته فقال: "لبيك لبيك أخذنا فألك من فيك"، وورد من هذا شيء كثير، والله أعلم.
<1/91> قوله: "كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس" قال العلقمي: "قال القاضي: رويناه برفع العجز والكيس عطفا على كل، وبجرهما عطفا على شيء، قال: ويحتمل أن العجز هنا على ظاهره وهو عدم القدرة، وقيل: هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته، قال: ويحتمل العجز عن الطاعات، ويحتمل العموم في أمور الدنيا والآخرة، والكيس ضد العجز وهو النشاط والحذق بالأمور، ومعناه أن العاجز قد قدر عجزه، والكيس قدر كيسته".
Page 90