Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: »وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف الناس ويصلي ركعتين« في بعض الأحوال فلا ينافي ما ذكره الشيخ إسماعيل رحمه الله في القناطر حيث قال: "ثم يصلي بعد الجمعة ست ركعات"، فقد روي عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أربعا، <1/219> وعن علي وابن عباس ستا، والكل صحيح فيما بلغنا في أحوال مختلفة والأكمل أفضل، والله أعلم انتهى.
والظاهر أن قوله في القناطر: ثم يصلي بعد الجمعة ست ركعات إلخ يعني بعد انصراف الناس كما يشعر به هذا الحديث والله أعلم، والظاهر أن تأخير الركوع إلى أن ينصرف الناس خاص بمن وجبت عليه الجمعة، وأما من يصليها ظهرا مثلنا فالظاهر أنه لا فرق بينهما وبين سائر الأيام، والله أعلم.
قوله: »يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة« يعني بالوتر، بل جعلها في الإيضاح كلها وترا حيث قال: غير أنه لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بأكثر من ثلاث عشرة ركعة لما روي عن عائشة رضي الله عنها فذكر الحديث، إلى أن قال: قد روي أنه كان صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وثلاث إلخ، والظاهر من كلامهم أنه لا يزيد صلى الله عليه وسلم في قيام الليل على ثلاث عشرة ركعة بل ربما نقص منها كما يؤخذ من الإيضاح والله أعلم، ثم رأيت التصريح بذلك في القواعد حيث قال: "وأكثر ما صح عنه عليه السلام في قيام الليل ثلاث عشرة ركعة، ويستحب أن يقرأ في هذه الصلاة قدر ثلاثمائة آية من السور المخصوصة التي روي أن النبي عليه السلام يكثر قراءتها مثل يس والسجدة ولقمان وسورة الدخان وتبارك الملك والزمر والواقعة، وخواتم الحديد وخواتم الحشر وسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وما أشبه ذلك والله أعلم، انتهى.
Page 207