Hashiyat Sharh Qatr

Shihab Din Alusi d. 1270 AH
93

============================================================

وأما جمع المذكر السالم؛ فإنه يرفع بالواو، ويجر وينصب بالياء، تقول: (جاءني الزيدون) و: (رأيت الزيدين) و: (مررت بالزيدين).

واضافة العام إلى الخاص جائزة، هذا والحق أنه أريد بالمضاف والمضاف إليه شيء واحد امتنعت الاضافة مطلقا وإلا صحت مطلقا فليفهم (قوله بالواو) أي: المضموم ما قبلها لفظا كالزيدون أو تقديرا كالأعلون إذ أصله الأعليون والياء مبدلة من الواو؛ لأنه من العلو (قوله ويجر وبنصب بالياء) أي: المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها على عكس ياء المثنى قال أبو البقاء: وفتح ما قبل ياء المثنى وكسر ما قبل ياء الجمع لوجهين، أحدهما: أن المثنى أكثر من الجمع فخص بالفتحة؛ لأنها أخف من الكسرة. والثاني: أن نون المثنى كسرت على أصل التقاء الساكنين فلم يجمع بين كسرتها وكسرة ما قبل الياء فرارا من ثقل الكسرتين وبينهما ياء ثم عكسوا ذلك في الجمع ليحصل(1) الفرق بين المثنى والجمع ليعتدل اللفظ فيبقى في كل واحد منهما ياء بين فتحة وكسرة انتهى. وعلل بعضهم فتح ما قبل الياء بأنهم أبقوا الفتحة قبلها إشعارا بأنها منقلبة عن الألف و أن الفتح قبل الياء هو المألوف ولعل هذا أولى من الوجه الثاني؛ لأنه لا يطرد في لغة من فتح النون ومن ضمها كما لا يخفى (قوله جاءني الزيدون) بفتح النون ولم يسمع الضم للثقل ولا الكسر لعدم التجانس (قوله ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين) بفتح النون والكسر جائز مسموع خلافا للجوهري كقول سحيم: را جعفرا وبني ابيه و ارنا زعانف أخرين بخلاف المضاف إليه فإنه بمعنى الشخصين فتغايرا، وأما الثالث فقد يفرق أيضا بأن النفس مغايرة باعتبار الأصل وإن أريد منها هنا معنى الذات. منه.

(1) فيه إشارة إلا أن الفرق إنما يحصل بمجموع الأمرين وهو كذلك وأنه لا يكفي في الفرق اختلاف حركة ما قبل الآخر؛ لأنه قد يفتح في الجمع للاعلال نحو المصطفين والنون قد تحذف للاضافة كذا قيل وقد يقال الفرق في نحو المصطفين بين المثنى والجمع يحصل بغير حركة ما قبل الآخر؛ لأن الألف في نحو مصطفى تحذف في الجمع وتقلب ياء في التثنية فيقال المصطفون والمصطفيان والمصطفين بياء والمصطفيين بياءين فالأولى تعليل ذلك بالمبالغة في الفرق تدير. منه.

(113) 113

Page 113