140

============================================================

15]" وقصد به الجزاء؛ إذ المعنى: تعالوا؛ فإن تأتوني أتل عليكم؛ فالتلاوة عليهم مسببة عن مجيئهم؛ فلذلك جزم، وعلامة جزمه حذف آخره- وهو الواو وقول الشاعر: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل وتقول: (ائتني أكرمك) و (هل تأتيني أحدثك) و(لا تكفر تدخل الجنة). ولو كان المتقدم نفيا؛، أو خبرا مثبتا؛ لم يجزم الفعل بعده؛ فالأول نحو: (ما تأتينا تحدينا) برفع تحدثنا وجوبا، ولا يجوز لك جزمه، وقد غلط في ذلك صاحب (الجمل)، والثاني نحو: (أنت تأتينا تحدثنا) برفع (تحدثنا) وجوبا باتفاق النحويين.

وأما قول العرب: (اتقى الله امرء فعل خيرا يثب عليه) بالجزم؛ فوجهه: أن الحذف. وبأن تضمين الفعل معنى حرف موجود إما قليل أو غير واقع. وبأن نائب الشيء يؤدي مؤداه والطلب لا يؤدي مؤدى الشرط انتهى ويفهم من هذا أن المراد بالطلب اللفظ الدال عليه لا الطلب بمعنى الأمر المعنوي كما يتبادر إلى كثير من الأفهام. ويخطر بالبال أن بعضا يقول به أيضا (قوله إذ المعنى تعالوا فإن تأتوني) إلخ قيل: يظهر من هذا أن الجزم بالحرف المقدر، وهو خلاف ما ذكره آنفا من أن الجزم بالطلب، وأجيب: بأن دعوى الظهور غير ظاهرة بل هذا منه إيضاح وإظهار لما ادعاه من أن في هذا الطلب معنى الشرط كذا أفيد (قوله فإن تأتوني) لم يقل فإن تتعالوا؛ لأن تعال في المشهور جامد لا مضارع له، وقد مرت إليه الإشارة (قوله لم يجزم الفعل بعده) أي: بعد النفي والخبر المثبت؛ إذ لا سببية فيهما، أما في الثاني فظاهر. وأما في الأول؛ فلأن عدم(1) الإتيان في المثال لا يكون سبيأ للتحديث، وخالف الكوفيون في هذا ولا سماع معهم ولا قياس، نعم الظاهر أنه لا يبعد الجزم في النفي إذا كان هناك سببية نحو ما تعظمنا نهنك لكن ذلك قليل (قوله صاحب الجمل) وهو الزجاج (قوله وأما قول العرب إلخ) جواب دخل مقدر (1) في هذا التعليل ما لا يخفى. منه.

(128)

Page 168