Hashiyat Sharh Qatr
Genres
============================================================
ول (حتى) التي ينتصب الفعل بعدها معنيان: فتارة تكون بمعنى (كي)، وذلك إذا كان ما قبلها علة لما بعدها؛ نحو: (أسلم حتى تدخل الجنة). وتارة تكون بمعنى (إلى)، وذلك إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها؛ كقوله تعالى: {قالوا كن نبرح عليه علكفين حتى يرجع إلينا موسى (ل: 491، وكقولك : (لأسيرن حتى تطلع الشمس) .
وقد تصلح للمعنيين معا؛ كقوله تعالى: فقيلوا ألتى تبغى حق تفى، إلى أمر الله (الحجرات: 9) يحتمل أن يكون المعنى: كي تفيء، أو : إلى أن تفيء.
التكلم نظرا إلى الظاهر فافهم (قوله معنيان) أي: على المشهور، وزاد بعضهم ثالثأ وهو كونها بمعنى إلا، ومثل له بقول الشاعر: العطاء من الفضول ساحة حى تجود وما لديك قليل قيل: يمكن جعلها بمعنى إلى آي: انتفى كون إعطائك سماحة إلى وقت جودك، مع قلة ما في يدك، وكذا يمكن جعلها بمعنى كي أي: احكم بانتفاء السماحة إذ ذاك، كي تجود وقليل ما تحويه يداك، ولا يخفى ما في هذا التوجيهين، على وجيه ذي عينين: ونقص بعضهم واحدا(1) وهو كونها بمعنى كي واقتصر على المعنى الثاني، وقد صار بذلك عاينا(2) بتكلفات لا تجد لها عاينا(3) فقال: في نحو: أسلمت حتى أدخل الجنة، أسلمت وأبقى على إسلامي إلى أن أدخل الجنة (قوله فتارة تكون بمعنى كي) أي: حقيقة كما هو مذهب المتأخرين. وعند بعضهم مجازا إما بعلاقة إن كلا من الغاية والمسبب مقصود لهم ومطلوب عندهم كما قاله العلامة الثاني. أو بعلاقة الانتهاء في كل منهما؛ لأن الفعل الذي هو السبب ينتهي بوجود الجزاء والمسبب كما ينتهي بوجود الغاية كما قاله غيره (قوله علة لما بعدها) أي: له دخل في العلية ولو في الجملة ولا يخفى مدخلية الاسلام أو الأمر به في دخول الجنة (قوله أو إلى) قيل: هذا هو الظاهر والمناسب في (1) الأندلسي. منه.
(2) أي: شقيا. مه.
(3) أي: قاصدا. منه.
158
Page 158