130

============================================================

وحرنا (القصص: 8]، واللام هنا ليست للتعليل؛ لأنهم لم يلتقطوه لذلك، وإنما التقطوه ليكون قرة عين لهم؛ فكانت عاقبته أن صار عدوا، أو زائدة، كقوله تعالى: إنسما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل ألبيت) (الاحزاب: 33)، فالفعل في هذه المواضع منصوب ب (أن) مضمرة، ولو أظهرت في الكلام لجاز، وكذا بعد (كي) الجارة؛ ولو كان الفعل الذي دخلت عليه اللام مقرونا بالا) وجب إظهار (أن) بعد اللام سواء كانت (لا) نافية كالتي في قوله تعالى: { لثلا يكون للناس عليكم حبجة [البقرة: 150)" أو زائدة كالتي في قوله تعالى: لثلا يعلر أهل الكتب [الحديد: 29)، أي: ليعلم أهل الكتاب: ولو كانت اللام مسبوقة بكون ماض منفي وجب إضمار (أن)، سواء كان المضي في اللفظ والمعنى، نحو: وما كا الله ليعزبهم وأنت فيهم} (الانفال: () الآية) قيل: إن غفران الذنب ليس علة للفتح. وأجيب بأن العلة اجتماع المعطوفات لا أحدها (قوله واللام هنا ليست للتعليل) لا يبعد دعوى التعليل مجازا(1)، لأن الكون عدوا لما كان ناشئا من الالتقاط فكأنه التقط لذلك بل قال فافهم، فهذا أولى من دعوى الاشتراك (قوله فكانت عاقبته) أي: الالتقاط المفهوم من التقطوه (قوله أو زائدة) الأولى أو صلة تفاديا من إطلاق الزائد في كلامه تعالى، وحيث عبر به كان الأولى أن لا يمثل بالآية (قوله كقوله تعالى: أنما يرد الله [المتائدة: 49) الآية) كانت اللام هنا صلة؛ لأن الفعل مما يتعدى بنفسه (قوله وكذا بعد كي) قال كذا إشارة إلى أنه غير معتن به؛ لأنه قدم أن إضمار أن بعد كي إضمار لازم كما هو مذهب البصريين وكون التشبيه في مطليق الإضمار يأباه الذهن السليم تدبر (قوله وجب إظهار أن بعد اللام) دفعا للثقل الحاصل من توالي اللامين (قوله مسبوقة بكون) أي: ناقص كما هو المتبادر، واحترز بذلك عن المسبوقة بفعل منفي غيره نحو ما جثتني تكرمني فإن اللام هناك لام كي لا لام الجحود خلافأ لبعضهم، وهل الفعل الناقص ابن أخوات كان كذلك أو لا قولان؛ أصحهما الثاني (1) وهر مذهب البصريين ، منه.

(155)

Page 155