Hashiyat Sharh Qatr
Genres
============================================================
وقيدث (أن) بالمصدرية احترازا من المفسرة والزائدة؛ فإنهما لا ينصبان المضارع.
فالمفسرة هي: المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه، نحو: (كتبت إليه أن يفعل كذا) إذا أردت به معنى (أي).
على معنى ذلك الحرف نحو(1): كما عسل الطريق الثعلب، أو مجرور بالحرف المحذوف نحو(2): أشارت كليب بالأكف الأصابع. أي: إلى كليب، والخلاف في ذلك مشهور، هذا والمثال الثاني خال من ذلك فلعله هذا مثل بمثالين (قوله احترازا من أن المفسرة والزائدة) لم يذكر أن الاسمية أيضا كما في قول بعض العرب أن فعلث؛ فإن أن فيه اسم مبني على السكون محله الرفع على الابتداء والجملة بعده خبره لقلتها بالنسبة إليهما، وأما التي في نحو أنت وأنت فهي وإن كانت اسما أيضا لكن لملازمتها للعلامة الدالة على المراد بعيدة عن الالتباس بالمصدرية فليس في الشنية عليها كثير نفع (قوله هي المسبوقة بجملة) يشير إلى اشتراط تقدم الجملة وعدم جواز تأخرها وهو كذلك على ما يقتضيه التفسير واحترز بقيد الجملة عن المسبوقة بمفرد كالتي في قال تعالى : { وهاخر دغونهة أن الحند لله رب الطلميب (يونس: 10) فإنها مخففة من الثقيلة (قوله فيها معنى القول دون حروفه) اشترط ذلك؛ لأن صريح القول لا يحتاج إلى تفسير؛ لأن الجملة تقع مفعولا له قاله الغنيمي، وهذا هو المشهور، وفي شرح الجمل أنها تكون مفرة بعد صريح القول، وهو غريب جدا، ثم أن بعضهم زاد في التعريف المتأخر عنها جملة ولم تقترن بجار واحترز بالأول عن نحو: عندي عسجد أن ذهب؛ فإنه لا يصح إتيان أن بل يتعين إتيان أي. وبالثاني عن نحو: كتبت إليه بأن يفعل أو أن يفعل إذا قدرت الباء؛ فإنها حينئذ مصدرية لا مفسرة، وهذا الأخير لا يخلو عن حسن، وكان في قوله: إذا أردت به معنى آي: نوع إشارة إليه (قوله إذا أردت به معنى أي) يعني: في مطلق التفسير، وإلا فأي لتفسير مدلول ما قبلها، وأن ليست كذلك لظهور أن (1) أوله: لدن بهز الرمح يعسل كفه. فيه منه.
(2) إذا قيل: أي الناس شر قبيلة. منه.
150
Page 150