114

============================================================

فالذي يقدر فيه الإعراب خمسة أنواع: أحدها: ما يقدر فيه حركات الاعراب جميعها؛ لكون الحرف الآخر منه لا يقبل الحركة لذاته، وذلك هو الاسم المقصور، وهو: الاسم الذي آخره ألف لازمة؛ نحو: (الفتى)، تقول: (جاء الفتى) و: (رأيت الفتى) و: (مررت بالفتى)، أي: الذي تقدر فيه جميع حركات الإعراب الاسم المقصور والمراد به ما ليس ممنوعا من الصرف كموسى، أما هو فتقدر فيه الضمة والفتحة أصالة أو نيابة عن الكسرة إلا أن أضيف كموسى بني إسرائيل فتقدر فيه الكسرة أيضا هذا مذهب الجمهور وقال ابن فلاح: بتقديرها مطلقا وظاهر العبارة يوافقه (قوله هو الاسم) قيل: يخرج الفعل والحرف كيخشى وعلى فلا تغفل (قوله المقصورا من القصر وهو إما المنع لمنعه عن ظهور الحركات فيه، وإما مقابل الممدود لا يقال يلزم على الأول صدق المقصور على نحو يخشى وغلامي. وعلى الثاني صدقه على نحو دعا ورمى ولا قائل به لأنا نقول من المعلوم آن وجه التسمية لا يجب اطراده على آن نحو غلامي عند بعض النحاة مبني والمقصور من القاب المعرب كذا بهامش الدنوشري بخط الأصل. وأيضا لا نسلم صدق المقصور على نحو دعا ورمى إذ هو مقابل الممدود وليس في الفعل ممدود وشاء يشاء عند الأكثرين ليسا بممدودين؛ لأن الألف التي قبل الهمزة منقلبة عن العين وفي الممدود يشترط زيادتها (قوله لازمة) المراد باللزوم في الألف لزوم وجودها في أحوال الإعراب كلها لفظا كالفتى أو تقديرا كفتى فيخرج ألف نحو أباك لتبدلها عند تبدل العامل لكنه يخرج أيضا الألف العارضة بسبب انقلابها عن همزة كالمقرا اسم مفعول من يقرا، فإن التقدير المذكور محقق فيه مع عدم اللزوم لجواز النطق بالهمزة التي هي الأصل، وأجيب: بأن لزوم وجودها لفظا أو تقديرا ولو باعتبار ذلك الاستعمال الذي باعتباره وجدت الألف. والعارضة بسب الإبدال لازمة باعتباره وإن لم تكن لازمة من حيث هي أو باعتبار الأصل أو في الجملة(1) وهذا بخلاف الألف في رأيت (1) وإيضاح ذلك أن للمقري استعمالين؛ أحدهما: تحقيق الهمزة، والثاني: إبدالها فباعتبار هذا الاستعمال وملاحظته تكون الألف لازمة وإلا انتفى الإبدال فلا يكون تغييرا ملا حظا وإن كانت في حد ذاتها ليست لازمة لجواز العدول عن ذلك الاستعمال إلى استعمال آخر. منه.

136)

Page 136