50

Ḥāshiyat Ibn Ḥajar al-Haytamī ʿalā al-Īḍāḥ fī manāsik al-ḥajj

حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج

Publisher

المكتبة السلفية ودار الحديث

Publisher Location

بيروت

(الثامنة عشرة) يُسْتَحَبُ أَكْثَارُ السَّيْرِ فِي اللَّيْلِ، لِحَدِيثٍ أَنَّس أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ، فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ.


ولا الله مثبت أخذاً من يثبت به الأقدام ونظائره كثيرة. والجواب الصحيح أنه صح من حديث الطبراني والحاكم اتقوا الله فإن الله فاتح لكم وصانع وهذا دليل واضح للفقهاء إذ لا فرق بين المعرف والمنكر وأما قول الحليمي من أكابر أئمتنا يستحب لمن ألقى بذراً في الأرض أن يقول الله الزارع والمنبت والمبلغ فهو جرى منه في الثلاثة على المرجوح أنه يكتفى بالورود ولو على جهة المقابل لكن إن لم يوهم نقصاً واعتماد الغزالي ضعيف كما صرحوا به على أن لك أن تقول في الله ساق أنه لا يجوز ولا على الضعيف لأن شرطه أن لا يوهم نقصاً وهذا يوهمه وإنما لم ينظر الحليمي إلى إيهامه في الزارع وما بعده لأن ذكره مع إلقاء البذر في الأرض قرينة ظاهرة على أن المراد الله الحي لهذا البذر. وأما إطلاق الله ساق فموهم لأنه لا قرينة فيه ترفع الإيهام، لا يقال قرينة المتلفظ كافية لأنا نقول لو نظروا لذلك لم يشترطوا نفي الإيهام لأن كل موحد قرينة حالية تنفي الإيهام، وبما قرر علم أنه لا يجوز على الأصح أن يؤخذ من قوله تعالى وسقاهم ربهم شراباً طهوراً الله الساقي كما لا يقال الله الرامي والمثبت وغير ذلك مما مر. ووعثاء السفر بالمد شدته، والكآبة بالمد أيضاً تغيير النفس من حزن ونحوه. والحور بمهملتين النقص والتأخر. والكور بالراء من تكوير العمامة أي لفها وجمعها، ورواه مسلم وغيره بالنون مصدر كان إذا وجد واستقر وهو الأكثر الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، كذا نقل تفسير هذه الثلاثة عن العلماء وفيه وقفة إذ يصير المعنى عليه وأعوذ بك من النقص بعد الرجوع إلى النقص فالوجه أن يقال المراد بالكور هنا نفس الاستقامة أو الزيادة لا الرجوع منهما ليلتثم المعنى، ثم رأيت ابن خليل ذكر نحو ذلك فقال والكور التقدم والزيادة، والكون من قولهم كان فلان على حالة جميلة فحار عنها أي رجع وقولهم حار بعد ما كان. واعلم أن نسخ المتن اتفقت على ذكر المال أولاً وآخراً وعلى حذف الولد في الآخر واختلفت في إثباته في الأول والذي في حديث مسلم وغيره حذفهما من الأول وحذف الولد منهما وكأن المصنف ألحق ما لم يرد بالوارد لشدة التفات النفس إليه أيضاً على أن الأهل قد يشمل الولد فهو تصريح بما علم وظاهر كلام المصنف كالحديث أنه يسن ما ذكره وإن لم يكن له أهل ولا مال ولا ولد وهو محتمل إذ قد يطرأ له ذلك فإن يئس لقطع ذكره وأنثييه احتمل أن لا يذكر الولد (قوله لحديث أنس) رواه أبو داود والحاكم وصححه (قوله بالدلجة) هي بضم فسكون أو بفتحتين قال

50