70

Ḥāshiyat al-Sindī ʿalā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī

حاشية السندي على صحيح البخاري

قوله : (ففرض الله على أمتي خمسين صلاة) كأنه تعالى أراد بذلك تشريف نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم وإظهار فضله حتى يخفف على أمته بمراجعته صلى الله تعالى عليه وسلم. وما قالوا أنه لا بد للنسخ من البلاغ أو من تمكن المكلفين من المنسوخ ، فذلك فيما يكون المراد به ابتلاءهم والله تعالى أعلم.

قوله : (فقلت استحييت من ربي) هذا يدل على أن ليس المراد بقوله لا يبدل القول لدي أنه لا يمكن التغيير في الصلوات الخمس بالزيادة والنقصان إذ لو كان كذلك لما كان للاعتذار بالاستحياء كبير وجه بل كان الوجه أن يقول إن الصلوات الخمس لا تحتمل التغيير أصلا ، فينبغي أن يقال المراد بقوله لا يبدل القول إن مساواة واحدة بعشرة لا تبدل ولا تغير ، وهذه المساواة هي مضمون قوله وهي خمسون كما لا يخفى ، وعلى هذا فقول الحنفية بوجوب الوتر

141

لا ينافي هذا الحديث والله تعالى أعلم.

قوله : (فرض الله الصلاة) أي المختلفة حضرا وسفرا فلا يشكل بصلاة المغرب أو الفجر وقوله : فأقرت معناه رجعت بعد نزول القصر في السفر إلى الحالة الأولى بحيث كأنها كانت مقررة على الحالة الأصلية ، وما ظهرت الزيادة فيها أصلا فلا يشكل بأن ظاهر قوله تعالى : {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة} يفيد أن صلاة السفر قصرت بعد أن كانت تامة فكيف يصح القول بأنها أقرت والله تعالى أعلم.

Page 78