59

Ḥāshiyat al-Sindī ʿalā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī

حاشية السندي على صحيح البخاري

20 باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ، ومن تستر فالتستر أفضل

قوله : (الله أحق أن يستحيا منه) أي فيستتر المرء لأجله لأنه يحبه ويرضاه ولعله هو المراد برواية أحق أن يستتر منه بحمل من التعليل وإلا فاتخاذ الحائل عن رؤيته مستحيل ، فإنه تعالى يبصر ما في السماء وما تحت الثرى ، ويعلم السر وأخفى ، ولو كان الثوب حائلا ساترا لكفى البيت ساترا والله تعالى أعلم.

114

قوله : (فقالوا والله ما يمنع موسى الخ) هذا الاستنباط منهم دليل على أن النظر إلى العورة كان جائزا في دينهم إذ لولا ذلك لما حملوا تستر موسى على أنه لعيب في بدنه بل حملوه على أنه لمراعاة أمر الدين ، ويؤيده تمكينهم من النظر إلى عورة موسى إذ لولا الجواز لكان الأقرب عدم التمكين لأن موسى نبي معصوم والله تعالى أعلم.

لكن حينئذ صارت شريعتنا مخالفة لشريعتهم فاستدلال المصنف يصير موضع نظر إذ الاستدلال بشريعة من قبلنا ، إنما يتم عند عدم العلم باختلاف الشرعين والله تعالى أعلم.

قوله : (والله إنه لندب) أي : إن الضرب صار أثرا بالحجر. وقوله ضربا منصوب بمحذوف والباء في قوله بالحجر زائدة أي ضرب الحجر ضربا ، والجملة بمنزلة التعليل إشارة إلى أنه صار أثرا لقوة الضرب وشدته والله تعالى أعلم.

قوله : (ولكن لا غنى بي عن بركتك) أي : فلا أطلبه من حيث إنه مال فإنك قد أغنيتني عنه من هذه الحيثية بل أطلبه من حيث إنه من بركاتك ، ولا غنى بي عنه من هذه الحيثية فلا يتوهم التنقض في الكلام بناء على أنه لا بركة في المقام سوى الجراد ، ولا يتوهم أنك وإن أعطيتني ما يغنيني لكن أنا لا أستغني به لكثرة حرصي فإنه لا يناسب المقام والله تعالى أعلم.

رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 105

Page 67