Ḥāshiyat al-Sindī ʿalā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī
حاشية السندي على صحيح البخاري
Genres
قوله : (فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما) هو بالنصب عطف على بقية أو بالجر عطف على ليلتهما وتعتبر الإضافة بعد العطف ليكون إضافة إلى مجموع الليلة ، واليوم لا إلى كل واحد إذ هما انطلقا بقية أحدهما وجميع الثاني فلا يصح أن يقال انطلقا بقية الليلة وبقية اليوم ، ويصح أن يقال بقية المجموع إذ بقية أحدهما ، وتمام الثاني بقية بالنظر إلى تمامهما ويحتمل العطف على البقية ويكون الجر للجوار ، والله تعالى أعلم.m ثم قيل الصواب تقديم اليوم على الليلة كما في رواية مسلم ويوافقه قوله فلما أصبح ، ولا يقال أصبح إلا عن ليل. قلت : من تأمل في تقرير إضافة البقية إلى مجموع اليوم والليلة يعرف أن الكلام صحيح على ذلك التقدير على الوجه الذي في صحيح البخاري فليتأمل.
رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 36
قوله : (وإني بأرضك السلام فقال : أنا موسى) هذا جواب من أسلوب الحكيم وتنبيه على أن الذي ينبغي أن يكون أهم هو السؤال عمن سلم لا عن كيفية تحقق السلام في تلك الأرض والله تعالى أعلم.
64
46 باب من سأل وهو قائم ، عالما جالسا
قوله : (وما رفع إليه رأسه الخ) إن كان قائله أبا موسى يحكيه عن مشاهدة ذكره جوابا لمن يقول لأي شيء رفع رأسه ، فالاحتجاج به واضح ، وإن كان قائله غيره ذكره استنباطا من قوله ، فرفع إليه رأسه ، فالاحتجاج في موضع نظر إذ يجوز رفع الرأس من المجيب وقت الجواب ، وإن كان السائل قاعدا إذا صوب رأسه قبل الجواب كأنه ينظر إلى الأرض مثلا والله تعالى أعلم. اه. سندي.
65
Page 45