وله فناء واسع قد ملئ بالجواري والغلمان على مختلف الأشكال والألوان، وقد كان الرشيد يغالي في أثمانهن، وخصوصا إذا كانت الفتاة جميلة أو متعلمة الغناء، أو أديبة. واشتهر من جواري القصر اللاتي غلبن على الرشيد: ماردة، وهي التي ولدت منه المعتصم، وهيلانة، وهي يونانية كما يدل عليها اسمها، وقد ماتت، وحزن عليها الرشيد حزنا شديدا، وقال الشعر فيها:
أف للدنيا وللزينة فيها والإناث
إذ حثا الترب على هيلان في الحفرة حاث
ويقول فيها أبان اللاحقي على لسان الرشيد:
بت ضجيع الحزن ما أغفى
لحادث جل عن الوصف
حزنان حزن منهما ظاهر
وأوجع الحزنين ما أخفي
أنت أهل الترب من فوقها
مواريا تحت الثرى أنفي
Unknown page