فأجاب الدفراوي: أي مكروه يمكن أن يقع فيه؟ لقد أعد له أبو كمال كل خطوة يخطوها حتى يصل بالمال إلى هنا.
وراح نور يقول: إن عملية الزهار عملية عيال.
وعندئذ فقط تكلم رأس الحكمة كمال: أحب أيها الإخوان أن نتعود ألا نحقر أي عمل يقوم به فرد منا، فكل أعمالنا مكملة لبعضها البعض، لولا عملية الزهار - وهي عملية كبيرة - لما أتيح لنا أن نبدأ أعمالنا كلها.
فقال النمرود: نعم يا أبا كمال أنت محق، وعملية الزهار عملية مهمة فعلا يا نور، إنه سيرمي الحجر ثم يسارع بالاختفاء، ثم هو سيقف لينتظر صلاحا، وأنتم تعرفون أن الشيخ حسن صلب الرأي لا يقبل ما يفرض عليه بسهولة، فقد يرسل مع صلاح من يقبض علينا.
فقال نور: نعم، ولكن ألم نتفق حينئذ أن يطلق الزهار عليهم بندقيته؟
فقال النمرود: الزهار فرد واحد، ومهما يكن ماهرا في التصويب فإنه إن جاءته جماعة لا بد أن تتغلب عليه، فهي عملية ليست يسيرة كما تتصور.
فقال الدفراوي: الشهادة لله أيها الإخوان، العملية التي نقوم بها كبيرة، وما كان يصلح لها إلا نحن.
وهكذا جرى الحديث بين الجماعة، وقد اتخذ كمال منه موقفا متعاليا فلا يشارك فيه بغير ملحوظة يبذلها ليضع القواعد ويؤسس العمد.
لم يطل بالقوم هذا الحديث إذ سرعان ما أقبل إليهم الزهار، فما إن رأوه حتى وضع كل منهم لثاما حول وجهه فلا يبين، ولكنهم سرعان ما أدركوا سخافة ما فعلوا حين تبينوا أن الزهار لا يضع اللثام، فصاح كمال: ويحك أين لثامك؟
فقال الزهار: لم اللثام يا أبا كمال؟ إن أحدا لم يأت بعد، ولكن ...
Unknown page