Harakat Tarjama Bi Misr
حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر
Genres
22
واضطر الخديو في معالجة هذه الحالة إلى إصدار أمره بتاريخ 5 ذي الحجة سنة 1292
23
إلى ديوان المدارس «بخصوص تخصيص فرقة أو فرقتين من تلامذة المدارس؛ لتعليمهم فن الكتابة التركية والعربية والترجمة من اللغتين المذكورتين لبعضهما مع ما يلزم أيضا تعليمه إليهم من الحسابات، وكل من تقدم منهم واستعاد للقيام بأداء هذه الوظيفة يرسل إلى الدواوين الأميرية؛ لزيادة التمرين وإتقان هذا الفن حتى إنه عند الاحتياج واللزوم لاستخدام كتاب بالدواوين والمصالح الأميرية يؤخذ منهم، وأصدرنا أمرنا هذا لدولتكم لتعلموه، وتجروا إيجابه كما هو مطلوبنا - حاشية - ولو أنه ذكر تخصيص فرقة أو فرقتين لكن استنسب لدينا الاكتفى بتخصيص فرقة واحدة الآن.» (3-3) نفوذ الجاليات الأجنبية وإنشاء أقلام الترجمة
وإذا كان نفوذ الجاليات الأوروبية قد تضاءل في عهد عباس باشا فإنه استشرى في عهدي سعيد وإسماعيل، وبلغ عدد الأجانب سنة 1879 مائة ألف نسمة، وساعد فتح قناة السويس ومد السكك الحديدية والأسلاك البرقية وغير ذلك على ازديادهم نشاطا. فتعاطوا التجارة والصناعة، وأسسوا المصارف والشركات، ودخلوا في خدمة الحكومة مديرين أو فنيين ولا سيما بعد أن اضطربت الحالة المالية، وكثرت الديون، وعجزت خزانة الدولة عن الدفع. فبديه أن يزداد استعمال اللغات الأجنبية في البلاد، والدواوين الحكومية خاصة.
وكان سعيد باشا قد أنشأ بعض الأقلام الإفرنجية؛ لتصريف أمور الأجانب، وتيسير العلاقات بينهم وبين المصريين. فأملت الحاجة في عصر إسماعيل عليه الزيادة في عدد هذه الأقلام، ويرجع إنشاء أول قلم إفرنجي في هذا العصر - على ما نعلمه - إلى سنة 1290، ففي 3 ربيع الأول من هذه السنة أصدر الخديو أمره إلى المجلس الخصوصي «بلزوم ترتيب قلم إفرنكي به مركب من رئيس ومساعد يكونان أوروبيين، ومترجمين اثنين من أبناء الوطن يكون أحدهما له اقتدار على الترجمة الفرنسية، والثاني مقتدرا على الترجمة بالإنجليزية»
24
وهذا أيضا أمر آخر بتاريخ 9 محرم سنة 1292: «بلزوم ترتيب قلم إفرنكي بالداخلية حيث نظارة الحقانية والتجارة يلزم تحرير مكاتبات منها باللغة الإفرنكية، وبالضروري يقتضي أن تتخابر مع الداخلية فيما يستوجب ذلك كما أنه لا يخلو الحال من حصول مخاطبات من الداخلية أو إليها بتلك اللغة»
25
وكان أهم اختصاصات القلم الإفرنجي التحرير لا الترجمة بخلاف قلم الترجمة بنظارة الجهادية الذي كان يتولى ترجمة الكتب المدرسية والتقارير والمراسلات.
Unknown page