ومضى الأب لحاله وهو يقول لنفسه: إنه يكرهني ما في ذلك من شك.
وتهرب من هاجسه حينا غير أنه قال بوجوم: سيقتلني ذات يوم.
42
واكتشف المعلم شمس الدين سرقة قدر من مال العمل لا يستهان به. عرف في الحال ما يعنيه ذلك. وأدرك أنه قد يفلس يوما من جراء حماقة كهذه. ولم يتردد فذهب من توه إلى البوظة. وجد سماحة يجالس سمعة الكلبشي ورجاله كأنه واحد منهم. أشار إليه أن يتبعه ولكن الفتى لم يستجب. تاه في سكره وطالع أباه بنظرة متحدية. وكظم الأب غيظه وقال له: أنت تعلم بما دفعني إليك.
فقال ببرود: إنها نقودي كما هي نقودك، وإني أنفقها على خير وجه.
فقال سمعة الكلبشي: أحسنت.
فقال شمس الدين لسماحة: إنك تعرضني للخراب.
فقال سماحة بلسان ملتو: أنفق ما في الجيب؛ يأتك ما في الغيب.
فقال سمعة الكلبشي: هذا الولد حكيم!
واقترب عنبة الفوال من شمس الدين وهمس في أذنه محذرا: وحد الله!
Unknown page