321

كان شاور يقيم في بدروم كبير يقع أمام حوض الدواب مباشرة. متعدد الحجرات، وبه للنساء قاعة استقبال، وللرجال قاعة. وهو شخصية خفية لم تقع عليها عين. يستقبل مريديه في حجرة مظلمة في الليل، فيسمع صوته ولا يرى له أثر. أكثر زبائنه من النساء، ولكن الملمات قد تدفع ببعض الرجال إلى حجرته المظلمة. يسأل ويجيب، ويقدم الحلوان عادة إلى جارية حبشية تدعى حواء.

أرسل جلال في طلبه ولكن طلبه قوبل بالرفض، وقيل له إنه يفقد خواصه الساحرة خارج حجرته. كان على جلال إذن أن يتستر، يتسلل بليل إلى مقامه، متأخرا حتى يضمن خلو المكان.

مضت به حواء إلى الحجرة. أجلسته على شلتة طرية وذهبت. وجد نفسه في ظلام حالك. حملق فلم ير شيئا كأنما فقد الزمان والمكان والبصر. وقد نبه عليه أن يلوذ بالصمت، ألا يبدأ بالكلام، أن يجيب على قدر السؤال. مضى الوقت ثقيلا خانقا. كأنه نسي تماما أي سخرية. لم يلق مهانة كهذه منذ تبوأ عرش الفتونة. أين جلال الجبار؟ حتام يصبر وينتظر؟ الويل للإنس والجن إذا تمخضت مغامرته عن لا شيء.

52

انطلق من الظلام صوت عميق مؤثر هادئ. يسأل: اسمك؟

تنهد في ارتياح وأجاب: جلال الفتوة. - أجب على قدر السؤال، اسمك؟

فوسع صدره وأجاب: جلال عبد ربه الناجي. - على قدر السؤال اسمك؟

فأجاب بحدة: جلال. - اسم أمك؟

غلى دمه بسرعة مخيفة. رأى رغم الظلمة ألوانا جهنمية. سأل الصوت بآلية وتحد: اسم أمك؟

أجاب كاظما: زهيرة. - ماذا تريد؟

Unknown page