Haqaiq Macrifa
حقائق المعرفة
Genres
وكذلك لم يساو بينهم في الرزق، بل رزق بعضهم أكثر من بعض، وذلك مشاهد ظاهر، وقل ما يوجد أخوان لأب وأم مستويان في الرزق، ولو كانت صنعتهما واحدة، واستطاعتهما [واحدة]، فكيف يستوي جميع الناس؟! وبعضهم رزق في ذاته لبعض مثل الولد للوالد، والمملوك للمالك، فإن الولد رزق للوالد، والمملوك رزق للمالك، فكيف يستوي الرزق والمرزوق، وقد رأينا أرضا ينزل (الله) عليها المطر في كل وقت يحتاج الناس إليه، ويصرف عنها الآفات، ورأينا أرضا لا يكاد أهلها يعرفون المطر، ولا يزالون في عسر وعسير، ورأينا أرضا يكون فيها الزرع والثمر، فيصيبها الله بالريح وبالجراد والبرد، وهذا مشاهد بين، فأين المساواة من الله؟ إلا أن يقولوا: ليس الغيث من الله، والريح والجراد والبرد؛ فإن قالوا ذلك جحدوا بعض خلق الله وبليته ونعمته؛ وقد قال الله تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق }[النحل:71]، وقال تعالى: {يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}[الشورى:49،50].
Page 350