Haqaiq Macrifa
حقائق المعرفة
Genres
وقوله: {أو ما ملكت أيمانهن} يريد من الإماء، دون العبيد الذكران، فإنه يحرم عليهن أن يبدين زينتهن عليهم. وإنما استثنى الله النساء والإماء لأنه لولا هذا الاستثناء لحرم عليهن أن يبدين لهن زينتهن. ونساؤهن: هن المسلمات، دون المشركات، وعلى هذا لا يجوز أن يبدين زينتهن للمشركات والذميات.
وقوله: {أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال} والتابعون: هم ذوو الرضاعة: الابن من الرضاعة، والأخ من الرضاعة، وابن الإبن، وابن الأخ، وابن الأخت من الرضاعة، وأشباه ذلك؛ ولأن الرضاع يتبع النسب في التحريم، لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي أمير المؤمنين عليه السلام: ((أما علمت أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب )).
وقوله: {غير أولي الإربة من الرجال} والإربة هي الحاجة، قال الله تعالى: {وما تلك بيمينك ياموسى ، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى}[طه:17،18]، يريد حاجات أخرى، والإربة هاهنا هي النظر للشهوة، فاستثنى الله من ينظر للشهوة من ذوي الرضاع، ولم يستثن ذلك من ذوي النسب؛ لأن الرحم يلزم ما لا يلزم الرضاع، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلو بامرأة ليست له بمحرم ، فإن ثالثهما الشيطان)) إلا مع امرأة يحرم عليه نكاحها من نسب أو صهر.
Page 292