Haqaiq Macrifa
حقائق المعرفة
Genres
فصل في الكلام فيما اتفق عليه أهل القبلة وما اختلفوا فيه من
التوحيد
فاتفق الشيعة والمعتزلة والصفاتية والخوارج والحشوية على أن الله تعالى لا مثل له. وأجمعوا على القول بأنه يرى ولا يرى، وهو بالمنظر الأعلى. واتفقوا في أنه لا تدركه الأبصار في الدنيا، واتفقوا على أن الله تعالى عالم فيما لم يزل ولا يزال، ويجب ذلك له ويستحيل [عليه] خلافه. واتفقوا في أن القرآن تنزيل الله، ووحيه.
واختلفوا فيما له كان الله عالما، فقالت الزيدية، والمعتزلة: إن الله تعالى عالم لذاته، وعالم لنفسه؛ ومعنى عالم لذاته: أنه تعالى عالم يجب ذلك له، لا لشيء سوى ذاته، وكذلك قالوا في أن الله تعالى حي، قادر، قديم، سميع، بصير، ولم يثبتوا قديما سوى الله تعالى، ونسبوا من أثبت معه قديما (أو قدماء) إلى الكفر وقالوا: هو مذهب النصارى قد دس في الإسلام. وأن القرآن محدث.
وقالت الصفاتية من الكلابية والأشعرية: إن الله تعالى عالم بمعنى سموه علما، وقادر بمعنى سموه قدرة، وحي بمعنى سموه حياة.
وروي عن بعض الأشعرية مثل قولنا. وقد قدمنا الاحتجاج عليهم فيما تقدم.
ولم يختلفوا في أن القرآن قديم، واختلفوا في هذا المتلو، فقال قوم: إن القرآن المتلو ليس هو كلام الله تعالى على الحقيقة بل هو عبارة عنه، وكذلك قالوا في التوراة والإنجيل والزبور، وقالت الحشوية منهم: إن المتلو هو القديم.
Page 165