Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
مهزلة اشترك فيها الخليفة، وكبير قواده مؤنس، وكبير وزرائه حامد، ومن ورائهم حشد ضخم من المنافقين والمرتشين والمحتكرين، ومحترفي السياسة المنتفعين، الذين يسبحون مع التيار المنتصر!
اشتركوا جميعا في قتل سافر، وليخنقوا صوت الحق، الصوت الرهيب الذي ارتفع في أفقهم السياسي، ليهدد مكانتهم ونفوذهم واستقلالهم.
مهزلة سياسية لبست ثوب الدين، وعجز حتى هذا الثوب عن أن يستر المهزلة، فجاء الثوب ممزقا مهلهلا.
يقول الإصطخري: ولم يعرف للحسن البصري كتاب باسم الإخلاص، ومع هذا وضعت الرواية على لسان الحلاج اسم هذا الكتاب، ووضعت على لسان القاضي أنه قرأه بمكة!
ثم عجزت الرواية المصنوعة نفسها عن أن تلبس الحكم ثوبا شرعيا، فالقاضي يقول وهو غاضب كلمة لا يقصد معناها، ولا يريد حقيقتها، والوزير يتلقف الكلمة في إصرار عجيب، ثم يرغم القاضي إرغاما عليها، وعلى توقيع الحكم باسمها.
يقول المستشرق ماسنيون:
27 «هنالك استطاع حامد أن يتآمر مع القاضي المالكي أبي عمر الحماوي - وهو معروف بتملقه للقائمين بالأمر - على الحكم الذي سيصدر بإعدام الحلاج وأسبابه! وذلك بالاحتجاج بمذهب الحلاج بالاستغناء عن الحج، ليشبه أمره بأمر القرامطة الثائرين، الذين أرادوا هدم الكعبة!
ومن عجب أن الحلاج حج ثلاث مرات، وقد رفض القاضي الحنفي ابن بهلول الموافقة على حكم ابن عمر، ولكن مساعده - الأشناني - قبل مساعدة ابن عمر في هذا الاتجاه.
ولم يحضر الجلسة أحد من الشافعية، وقد وجد عبد الله بن مكرم - رئيس الشهود المحترفين - عددا وافرا منهم وافقوا على الحكم، بلغ فيما يقال 84، وذلك بإضافة فقهاء وقراء إلى أعضاء المحكمة، وكان جزاء ابن مكرم ظفره بمنصب القضاء بطريقة شرفية، أي لا يمارس القضاء فعلا.» (2-7) الحلاج ينذر الخليفة
أدرك الحلاج أن المؤامرة قد بلغت نهايتها، وأنه في طريقه إلى الاستشهاد، الاستشهاد الذي طالما حن إليه وتنبأ به.
Unknown page