278

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genres

ما لي وللحقائق جميعها، سحقا لها.

ما أنا إلا مجنون ما أنا إلا شاعر.

المعرفة

هذا ما أنشده الساحر، موقعا في شراك نغمه الغدار الحزين جميع من حوله ما عدا صياد العلقة المقيد بضمير العقل، فإنه لم يقع كالآخرين بل نهض واختطف القيثارة من يد الساحر صارخا: لقد سممت هواء الغار يا هذا.

جددوا الهواء، أدخلوا زارا إلينا.

إن سحرك أيها المراوغ يدفع بالناس إلى الشهوات ومجاهل القفار، ويا لشقائنا إذا كان أمثالك يتكلمون عن الحقيقة ويولونها أهمية، وويل للأفكار الحرة إذا كانت لا تحذر الساحرين، إنها لتفقد حريتها بإهمالها.

إنك تدعو للرجوع إلى السجون وتقتاد الناس إليها أيها الشيطان الحزين، ففي أنينك دعوة مستترة، فما أشبهك بمن يمجدون العفاف فيجيء تمجيدهم دعوة إلى الملذات!

هكذا تكلم صاحب ضمير العقل، غير أن الساحر كان يجيل أبصاره في من حوله، وهو يتنعم بظفره فتتغلب لذته على حنقه من خصمه، وأخيرا نظر إليه قائلا بلطف: إن الأغاني الجميلة تثير خير الأصداء ولذلك يجب أن يعقبها السكوت الطويل، أفما ترى هؤلاء الرجال الراقين يتنصتون، ويلوح لي أنك لم تفهم شيئا من نشيدي؛ لأن تفكيرك محصور في دائرة السحر.

فأجاب صاحب الضمير: إنك تثني علي بالإقرار بالفرق بينك وبيني، وحسنا فعلت، ولكن أنتم أيها الراقون، ما لي أراكم وأنتم ذوو النفوس الحرة ساكتين كمن تطلع طويلا إلى رقص غانية عارية متهتكة، فإذا بروحه ترتقص في داخله؟!

أفليس فيكم أيها الراقون القوة التي لا تنال منها خزعبلات الساحرين؟!

Unknown page