Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genres
إن العمل من أجل القريب فضيلة صغار القوم، وقد جرى بينهم القول بالتبادل وبأن إحدى اليدين تغسل الأخرى، ومثل هؤلاء لا حق لهم بأنانيتكم ولا قوة لهم على الاتصاف بها.
إن في أنانيتكم، أيها المبدعون، حزم الحبلى ومحاذرتها؛ لأن محبتكم تحيط بالثمرة التي لم ترها عين بعد، فتحفظها وتمدها بالغذاء، فإذا ما كان حبكم كله منصبا على ولدكم تجلت في ذلك كل فضيلتكم؛ لأنه هو واجبكم وإرادتكم فلا تضللكم كاذبات الشرائع.
12
اعلموا أيها الراقون المبدعون أن كل من سيلد مريض، وأن كل من ولد قد تنجس.
سلوا النساء لتعلموا أن لا لذة في التوليد؛ فالدجاج تبيض صائحة والشاعر يبدع متألما.
لقد حل بكم نجس الوالدات أيها المبدعون.
كل مولود جديد يأتي برجس إلى العالم، فعلى كل مبدع أن يطهر نفسه.
13
إياكم وممارسة الفضائل بما لا طاقة لكم به، ولا تكلفوا نفوسكم ما يستحيل حكما.
اقتفوا ما أبقت فضائل آبائكم من آثار؛ إذ كيف يتسنى لكم الارتقاء إذا لم ترتق معكم إرادة آبائكم، ولكن ليحذر الطامح إلى بلوغ الطليعة أن يصبح آخر السائرين، احذروا أن تدخلوا أية قداسة على رزائل آبائكم، فمن العبث أن يطالب بالعفة من تمرغ آباؤه بالنساء وكرعوا الخمر والتهموا لحم الخنازير.
Unknown page