214

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genres

قال النسر والأفعوان هذا وتوقعا أن يجيبهما زارا بشيء، ولكن زارا لم يعلم أن حيواناه سكتا عن الكلام ؛ لأنه كان قد استغرق في مناجاة نفسه فظهر كأنه نائم وما كان نائما.

ووجم النسر والأفعوان أمام سكون زارا، وذهبا على مهل من قربه.

الأمنية العظمى

أي نفسي! لقد علمتك أن تقولي كلمة «اليوم» كما تتلفظين بكلمتي «أمس وما قبله» وأن ترقصي فوق كل مندثر أينما كان.

أي نفسي! لقد حررتك من كل قيد خفي وطهرتك من الأدران، وأقصيت عنك العناكب وكل نور يخالطه ظلام.

أي نفسي! لقد نفضت عنك صغائر حيائك وكمينات فضائلك، وأقنعتك بالخروج عارية أمام عين الشمس.

لقد نفخت عاصفة الفكر على بحرك المضطرب، وجلوت الغيوم السوداء من آفاقك، وقضيت فيك على الإثم القاتل.

أي نفسي، لقد أوليتك الحق بأن تقولي «لا» كما تقول العاصفة، وأن تقولي «نعم» كما تقول صافيات الآفاق، فأصبحت هادئة كالنور يجتاز العواصف النافيات المانعات.

أي نفسي، لقد أطلقت لك الحرية تتسلطين بها على ما هو كائن وعلى ما لم يتكون بعد، فما شعرت نفس بمثل ما تشعرين من ملذات آتي الزمان.

أي نفسي، لقد علمتك أن تحتقري احتقارا لا ينخر كالسوس، علمتك الاحتقار الذاهب إلى أقصى المحبة أو إلى أقصى التحقير.

Unknown page