207

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genres

قال الفحم يوما للماس: من أين لك هذه الصلابة؟ أفما نحن نسيبان.

وأنا أقول لكم: أفما أنتم إخوتي، فمن أين جاءكم هذا الخور؟

لم هذه الليونة لم هذا الميعان؟ أين توكيد الذات في قلبكم وأين غارت سطور مقدراتكم فلا تلوح في أحداقكم؟

إذا أنتم اطرحتم العزم الحاسم فكيف تتوقعون الظفر يوما إلى جانبي؟ وكيف يتسنى لكم أن تشاركوني بالإبداع إذا لم يكن لعزمكم لمعان الجراز ومضاؤه؟

هل يكون المبدع إلا صلبا شديدا؟ وهل من غبطة لكم أعظم من أن تطبعوا يدكم على صفحات القرون فترتسم عليها كارتسامها على قطعة من الشمع؟

إنها لأعظم غبطة أن يكتب الإنسان على إرادة ألوف الأجيال والأجيال أقوى من الصلب وأسمى شرفا؛ لأن أصلب الأشياء أشرفها.

إنني أعلق فوق رءوسكم لوح هذه الوصية: اتصفوا بالصلابة وتشددوا.

30

أي إرادتي، لقد آن لنا أن نضع حدا لكل الصغائر، وما لي من مطلب سواك؛ لأنك وحدك سؤلي ومقصدي. أنقذيني من كل انتصار حقير.

وأنت أيتها الصدفة التي أدعوها مقدراتي، أنت القائمة في ذاتي فوق ذاتي احفظيني وأعدي للعظائم نفسي.

Unknown page