205

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genres

أي إخوتي، لقد تطلع يوما أحد الناس إلى قلوب أهل الصلاح والعدل قائلا: «هؤلاء هم الفريسيون.» فما فهم أحد قوله، وما كان الصالحون العادلون ليفهموه أيضا؛ لأن عقلهم سجين في ضميرهم. إن حماقة الصالحين حكمة لا يدرك كنهها أحد، ولكن لا مفر لهم من وصفهم بالفرنسيين، وقد قضي عليهم أن يصلبوا كل من يبتدع لنفسه فضيلتها. تلك هي الحقيقة لا مرية فيها.

لقد جاء رجل آخر فاكتشف مواطن الصالحين والعادلين، وما خفيت عنه أرضهم ولا قلوبهم، فأورد سؤاله وأجاب عليه: أي إنسان يصب عليه هؤلاء الناس أشد كرههم؟

إنهم لا يكرهون أحدا كرههم للمبدع؛ لأنه في نظرهم المجرم الهدام لتحطيمه ألواح الوصايا القديمة.

ذلك لأن أهل الصلاح عاجزون عن الإبداع، وما هم إلا بداية النهاية، فلا بدع إذا صلبوا من يحفر وصايا جديدة على ألواح جديدة، وإذا ضحوا المستقبل لأنفسهم، والمستقبل للعالمين أجمعين.

هل كان أهل الصلاح في كل حقبة من حقب الزمان إلا بداية النهاية.

2

27

أفهمتهم يا إخوتي هذه الكلمة، وما قلته لكم أولا عن الإنسان الأخير؟

أفما اتضح لكم أن الخطر الأكبر المهدد مستقبل الإنسانية إنما هو كامن في مبادئ أهل الصلاح وأهل العدل.

هيا! حطموا الصالحين والعادلين.

Unknown page