Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genres
ليس في غير الإبداع ما ينقذ من الأوجاع ويخفف أثقال الحياة، غير أن ولادة المبدع تستدعي تحولات كثيرة وتستلزم كثيرا من الآلام.
أيها المبدعون ستكون حياتكم مليئة بمرير الميتات؛ لتصبحوا مدافعين عن جميع ما يزول.
على المبدع إذا شاء أن يكون هو بنفسه طفل الولادة الجديدة أن يتذرع بعزم المرأة التي تلد فيتحمل أوجاع مخاضها.
لقد اخترقت لي طريقا في مئات النفوس والأسرة وأوجاع المخاض، غير أنني كثيرا ما نكصت على أعقابي؛ لأنني أعرف ما تقطع الساعات الأخيرة من نياط القلوب.
ولكن ذلك ما تطمح إرادتي المبدعة إليه، وبتعبير أشد صراحة: ذلك هو المقصد الذي تريده إرادتي.
إن جميع ما في من شعور يتألم مقيدا سجينا، وليس غير إرادتي من بشير يؤذن بالمسرة، ويأتي بالإفراج عن الشعور.
إن الإرادة وحدها تحرر، وما بغير هذه الآية من شرعة صحيحة للإرادة وللحرية، على هذا تقوم تعاليم زارا.
بعدا وسحقا لكل وهن وملال يشلان الإرادة، ويوقفان كل تقدير وإبداع.
إن طالب المعرفة يشعر بلذة الإرادة والإيجاد، وبلذة استحالة الذات إلى ما تحس به في أعماقها، فإذا انطوى ضميري على الصفاء فما ذلك إلا لاستقرار إرادة الإيجاد فيه، وهذه الإرادة هي ما أهاب بي للابتعاد عن الله وعن الآلهة؛ إذ لو كان هنالك آلهة لما بقي شيء يمكن خلقه.
إن طموح إرادتي إلى الإيجاد يدفعني أبدا نحو الناس اندفاع المطرقة فوق الحجر.
Unknown page