Ḥādī al-arwāḥ (Dār al-Kutub al-ʿIlmiyya)
حادي الأرواح (دار الكتب العلمية)
Publisher
مطبعة المدني
Publisher Location
القاهرة
Genres
Sufism
فصل
وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ أعاد الضمير إلى النساء ولم يجر لهن ذكر لأن الفرش دلت عليهن إذ هي محلهن وقيل الفرش في قوله: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ كناية عن النساء كما يكنى عنهن بالقوارير والأزر وغيرها ولكن قوله: مرفوعة يأبى هذا إلا أن يقال المراد رفعة القدر وقد تقدم تفسير النبي ﷺ للفرش وارتفاعها فالصواب أنها الفرش نفسها ودلت على النساء لأنها محلهن غالبا قال قتادة وسعيد بن جبير: خلقناهن خلقا جديدا وقال ابن عباس: يريد نساء الآدميات وقال الكلبي ومقاتل: يعني نساء أهل الدنيا العُجز الشمط يقول تعالى: خلقناهن بعد الكبر والهرم وبعد الخلق الأول في الدنيا ويؤيد هذا التفسير حديث أنس المرفوع:"هن عجائزكم العمش الرمص" رواه الثوري عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عنه ويؤيده ما رواه يحيى الحماني حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد عن عائشة أن رسول الله ﷺ دخل عليها وعندها عجوز فقال:"من هذه" فقالت: إحدى خالاتي قال: "أما أنه لا يدخل الجنة العجوز" فدخل على العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النبي ﷺ:" ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ خلقا آخر" "يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا وأول من يكسى إبراهيم خليل الله ثم قرأ النبي ﷺ ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾
قال آدم بن أبي إياس: حدثنا شيبان عن الزهري عن جابر الجعفي عن يزيد بن مرة عن سلمة بن يزيد قال سمعت رسول الله ﷺ يقول في قوله تعالى ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ قال: " يعني الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا"
قال آدم وحدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله
1 / 225