Hadi Arwah
حادي الأرواح (دار الكتب العلمية)
Publisher
مطبعة المدني
Publisher Location
القاهرة
Genres
Sufism
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله ﷺ قال: "أدخلت الجنة فإذا فيها جناذب اللؤلؤ وإذا ترابها المسك" وهو قطعة من حديث المعراج
وروى مسلم في صحيحه من حديث حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ: "سأل ابن صياد عن تربة فقال: درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله ﷺ: "صدق" ثم رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن الجريري عن أبي نضرة أن ابن صياد سأل النبي ﷺ عن تربة الجنة فقال: "در مكة بيضاء مسك خالص".
وقال سفيان بن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا محمد قد غلب أصحابك اليوم قال وبأي شيء غلبوا قال سألهم اليهود كم عدد خزنة النار فقالوا لا ندري حتى نسأل نبينا فقال رسول الله أيغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا حتى نسأل نبينا ولكن هم أعداء الله سألوا نبيهم أن يريهم الله جبرة على بأعداء الله فأني سائلهم عن تربة الجنة وأنها درمكة فلما أن جاؤه قالوا يا أبا القاسم كم عدد خزنة النار فقال رسول الله بيديه كلتيهما هكذا وهكذا وقبض واحدة أي تسعة عشر فقال لهم رسول الله ما تربة الجنة فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا خبزة يا أبا القاسم فقال النبي ﷺ الخبزة من الدرمكة"
فهذه ثلاث صفات في تربتها ولا تعارض بينها فذهبت طائفة من السلف إلى أن تربتها متضمنة للنوعين المسك والزعفران قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن أبي عبيد عن أبيه عن الأعمش عن مالك بن الحارث قال قال معتب بن سمى الجنة ترابها المسك والزعفران ويحتمل معنيين آخرين:
أحدهما: أن يكون التراب من زعفران فإذا عجن بالماء صار مسكا والطين
1 / 137