في التاريخ.
قسم المؤلف كل فن إلى خمسة أقسام، وتحت كل قسم أبواب تنطوي على جملة فصول ومباحث ومطالب.
من موجبات الغرابة، بل من دواعي العبرة والأسف، أن الأجانب كما انفردوا دوننا بحيازة هذا الكنز الثمين، قد امتازوا علينا أيضا بالاستفادة منه واستثمار مزاياه، أما نحن معاشر المصريين أصحاب الشأن الأول في هذا الميراث الجليل فقد بقينا إلى الآن على جهل تام بمواضع هذا الكتاب وبموضوعاته، مع أن أسلافنا عرفوا مكانته ومزيته، فاستقوا من بحره الطامي، وشادوا به لأنفسهم ذكرا عاليا في الخافقين، مثل صاحب بهجة الزمن في تاريخ اليمن، ومثل القلقشندي صاحب كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ومثل ابن شاكر فخر الدين محمد الكتبي، صاحب فوات الوفيات، فإنه ألف تاريخا كبيرا سماه عيون التواريخ، في كتبخانة باريس جزآن منه، وهما: الثالث، وفي آخره 9 ورقات تحتوي على أول غزوات المسلمين وحروبهم في الأندلس، والثامن، وفي آخره 133 ورقة تحتوي على تاريخ بلاد المغرب منذ فتحها المسلمون إلى أن ملكها السلطان الموحدي المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف بن الناصر محمد، وكل ذلك منقول عن النويري، وفي كتبخانة باريس أيضا تحت نمرة 1577 جزء يحتوي على المختار من تاريخ النويري، ولم يذكر صاحب الاختيار اسمه، وهذا الجزء يحتوي على تاريخ الموحدين بالأندلس وأفريقيا وفتح مراكش، وعلى شيء كثير غير ذلك من التاريخ والأدب، وفي مكتبة أكسفورد - إحدى مدينتي العلم ببلاد الإنكليز - كتابان عربيان محفوظان تحت نمرة 404 و405، وليس لهما عنوان، ولم يذكر المؤلف اسمه، وفيهما شرح أسماء لغوية وجمل وأقوال، وذكر بعض المواضع التي حصلت بها أكبر الحوادث في التاريخ، وغير ذلك، وقد اعتمد المؤلف في ذلك كله على النويري، وكذلك صاحب شفاء الغليل، ولكن العالم المحقق الشيخ نصر الهوريني لم يصحح اسمه، فتركه نهاية للأدب؛ لأنه - وهو علامة مصر - لم يطلع على الكتاب.
أما علماء الإفرنج الذين اقتبسوا من أنوار هذا الكتاب، واهتدوا بمعالمه، وأفاضوا في النقل عنه والاعتماد عليه والرجوع إليه، فهم كثيرون، نخص بالذكر منهم من يأتي:
أولا:
العلامة السويدي أوتر
Otter
المتوفى سنة 1748، كتب مؤلفا وافيا على ما ذكره النويري عن فتح المسلمين لبلاد أفريقيا الشمالية.
ثانيا:
العلامة الهولندي ألبرت شولتنز
Unknown page