58

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Investigator

محمد غسان نصوح عزقول

Publisher

دار المنهاج

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ

Publisher Location

جدة

وكانت بنو قريظة معاهدين له ﷺ فنقضت العهد في مدّة الحصار، وأعانوا المشركين. فلمّا هزم الله الأحزاب وانقضى الحصار، جاء جبريل ﵊ إلى النّبيّ ﷺ وقت القيلولة «١»، فأمره بالخروج إليهم، فخرج ﷺ فحاصرهم. فأرسلوا إلى أبي لبابة ﵁ يستشيرونه، فكان من أمره ﵁ ما كان، فلمّا اشتدّ بهم الحصار نزلوا على حكم سعد بن معاذ ﵁، وكانوا حلفاءه، وكان قد أصيب بسهم يوم (الخندق)، فحكم فيهم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذراريّهم وقسمة أموالهم، فقال ﷺ: «لقد وافقت حكم الله تعالى» «٢» ثم مات ﵁، فاهتزّ العرش لموته ﵁ فرحا بقدوم روحه. وفي السّنة الخامسة: زوّجه الله تعالى زينب بنت جحش أمّ المؤمنين ﵂، كما نطق به القرآن: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ الآيات [سورة الأحزاب ٣٣/ ٣٧] . وفيها: -[أي: السّنة السّادسة]- خرج ﷺ معتمرا في ذي القعدة، فصدّته قريش عن البيت، فوقعت بيعة الرّضوان. ثمّ صلح الحديبية عشر سنين، وفيه: أنّه لا يأتيه أحد مسلما إلّا ردّه إليهم.

(١) القيلولة: الاستراحة نصف النّهار، وإن لم يكن معها نوم. (النّهاية، ج ٤/ ١٣٣) . (٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٨٩٥)، عن أبي سعيد الخدري ﵁. بنحوه.

1 / 69