107

Ḥadāʾiq al-Anwār wa-maṭāliʿ al-Asrār fī sīrat al-Nabī al-Mukhtār

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Editor

محمد غسان نصوح عزقول

Publisher

دار المنهاج

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ

Publisher Location

جدة

وفي «الصّحيحين» أنّه ﷺ قال: «خير نسائها مريم [ابنة عمران]، وخير نسائها خديجة» «١» - أي: مريم خير نساء زمانها، وخديجة خير نساء زمانها-.
وأنّه ﷺ قال: «أتاني جبريل فقال: هذه خديجة، فإذا أتتك فاقرأ ﵍ من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب- أي: لؤلؤ مجوّف- لا نصب فيه- أي: تعب- ولا صخب- أي:
صراخ-» «٢» . زاد الطّبرانيّ أنّها قالت: هو السّلام، ومنه السّلام، وعلى جبريل السّلام.
فائدة: [في التّفاضل بين خديجة وعائشة ﵄]
احتجّ بعض الأئمّة بهذا الحديث على تفضيل خديجة على عائشة ﵄ من حيث إنّ جبريل أقرأ خديجة السّلام عن الله وعن نفسه، وإنّما أقرأ عائشة السّلام عن نفسه، وبقوله ﷺ لمّا قالت له عائشة: قد أبدلك الله خيرا منها-: «ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي إذ كفر النّاس» «٣» .
وأجيب عن الأوّل: بأنّ تسليم الله على خديجة لا يقتضي تفضيلها، / كما لا يقتضي تسليمه على إبراهيم وغيره من الأنبياء تفضيلهم على محمّد، الّذي أمر الله أمّته بالتّسليم عليه. وعن الثّاني: بأن مراد عائشة خيرا منها في السّنّ- كما في الحديث- فقابل

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٢٤٩) . ومسلم برقم (٢٤٣٠/ ٦٩)، عن عليّ بن أبي طالب ﵁.
(٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٦١٠) . عن أبي هريرة ﵁.
(٣) أخرجه أحمد في «المسند»، برقم (٢٤٣٤٣)، عن عائشة ﵂.

1 / 118