Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Genres
ما فيه كفاية، لأنها تتضمن وقوع المراد، وذلك أن (1) الله تعالى يريد تطهير جميع الخلائق لو فعلوها (2) مخيرين، ولو لم يكن الله تعالى قد عين بهذه الآية وقوع ذلك لما كان في ذلك فضيلة؛ ومن الدليل على صحة ما قلناه: تأكيده بقوله (تطهيرا) ، وهذا يجمع لهم نفي جميع خصال الرجس وكل ما خالف التطهير من أنواع قبيح القول والفعل فهو رجس، فمن أنكر هذا فقد أنكر فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذب (3) القرآن المجيد، وبه شهد الله تعالى لهم بالاصطفاء (4) بقوله: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) (5) وهم (6) من ذرية إبراهيم لا شك فيه، لكونهم من ولد إسماعيل؛ وقد روي أيضا أنه أبو طالب، لأنه كان (7) اسمه عمران.
وقد فضلها الله تعالى بقوله: (ذرية بعضها من بعض) (8)، وشهد لهم بالجنة بقوله سبحانه: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) (9)، وأكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: «هذان ولداي سيدا شباب أهل الجنة»، وقال: «وأبوهما
Page 104