86

Ghunya Fi Usul Din

الغنية في أصول الدين

Investigator

عماد الدين أحمد حيدر

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1406هـ - 1987م

Publisher Location

لبنان

فالجواب أنا نحمل ذلك على المؤمنين دون الكفار وقد يرد لفظ العباد والمراد به الخصوص قال الله تعالى

﴿عينا يشرب بها عباد الله

استدلوا بقوله عز وجل

﴿سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا

ثم وبخهم عليه ورد مقالتهم

قلنا إنما وبخهم لاستهزائهم بالدين فإنهم سمعوا من الرسول أن الأمور بإرادة الله تعالى فلما طولبوا بالإسلام على سبيل الاستهزاء

﴿لو شاء الله ما أشركنا

وغرضهم بذلك رد دعوة الأنبياء

والدليل عليه أنه قال بعد ذلك

﴿إن يتبعون إلا الظن

وأيضا فإن الإيمان بصفات الله تعالى فرع للإيمان بالله سبحانه وتعالى وهم أنكروا الصانع فكيف يؤمنون بصفاته قالوا فإن الله سبحانه وتعالى قال

﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

فدل أن الله تعالى أراد من العباد العبادة وهم يكفرون

فالجواب أن الآية قد دخلها التخصيص فإن الصبيان والمجانين خصوا في الآية وعندهم العموم إذا دخله التخصيص صار مجملا

ثم المراد بالآية بيان استغناء الله تعالى عن عباده بدليل أنه قال

﴿ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون

والحمل على ما ذكرناه أولى لأن الله تعالى قد علم أن معظم الخليقة يكفرون فإذا حملوا الآية على ظاهرها فيصير تقديره ما خلقت من علمت أنه لا يؤمن إلا ليؤمن وذلك تناقض ظاهر

Page 133