363

Al-Ghunya li-ṭālibī ṭarīq al-ḥaqq

الغنية لطالبي طريق الحق

Editor

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

الرب ﵎ حاجة إلا قضاها ولا سؤالًا إلا أجابه ولا ذنبًا إلا غفره، فينصرفون مغفورًا لهم".
وفي حديث ابن عباس ﵄: "فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة، وإذا كان غداة الفطر بث الله ملائكته في كل البلاد، فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه كل من خلق الله تعالى إلا الجن والإنس، فيقولون: يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطى الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي، فيقولون: لبيك وسعديك، فيقول لهم: ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ فيقولون: إلهنا وسيدنا ومولانا -توفيه أجره، فيقول ﷻ: أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثواب صيامهم من شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي، ثم يقول: يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم شيئًا لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم، وعزتي وجلالي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني، ولا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود، انصرفوا مغفورًا لكم، قد أرضيتموني ورضيت عنكم، قال: فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطى الله ﷿ -هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان".
(فصل) وأربعة أيعاد لأربعة أقوام:
أحدها: عيد قوم إبراهيم، قوله ﷿: ﴿نظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم﴾ [الصافات: ٨٨ - ٨٩].
وذلك أن قومه خرجوا إلى عيد لهم فتخلف إبراهيم ﵇ -عنهم واعتل بعلة ولم يخرج معهم، لأنه لم يكن على دينهم، فلما خرجوا أخذ فأسًا وكسر أصنامهم، وجاء بالفأس فوضعه على عنق الضم الكبير، فلما رجعوا قالوا: ﴿من فعل هذا بآلهتنا ...﴾ [الأنبياء: ٥٩] إلى قوله ﷿: ﴿أأنت فعلت هذا بآياتنا يا إبراهيم﴾ [الأنبياء: ٦٢] القصة إلى آخرها، فغار خليل الرحمن ﵇ -لربه، فأتعب يده بكسر الأصنام وخاطر بنفسه في ولاية رب الأنام، فأكرمه ربه بالخلة، وأحيا على يده الطيور الميتة، وأخرج من ظهره أهل الرسالة والنبوة وجعله أبا المصطفى خير البرية ﷺ.
وأما العيد الثاني: فهو عيد قوم موسى كليم الرحمن ﵇، قوله ﷿: ﴿موعدكم يوم الزينة﴾ [طه: ٥٩].

2 / 30