240

Ghunya

الغنية لطالبي طريق الحق

Investigator

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

مع كل طرفة. وقال سفيان الثوري ﵀: ما رأيت أسهل من الورع، كل ما حاك في نفسك تركته، وهو قول النبي-ﷺ: "الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" وهو إذا لم ينشرح الصر به وكان في قلبك منه شيء، وكذلك قوله ﷺ: "الإثم حزاز القلوب" يعني ما حز في صدرك وحاك ولم يطمئن عليه القلب فاجتنبه، ومنه الحديث "إياكم والحكاكات فإنها المأثم" وقوله ﷺ: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". وقال معروف الكرخي ﵀: أحفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذم. وقال بشر بن الحارث ﵀: أشد الأعمال ثلاثة: الجود في القلة، والورع في الخلوة، وكلمة حق عند من يخاف ويرجى. وقيل: جاءت أخت بشير بن الحارث الحافي إلى الإمام أحمد بن حنبل ﵏ وقالت: يا إمام إنا نغزل على سطوحنا فتمر بنا مشاعل الظاهرية ويقع الشعاع علينا، فيحوز لنا الغزل في شعاعها؟ فقال: من أنت عافاك الله؟ قالت: أنا أخت بشر بن الحارث، فبكى الإمام أحمد ﵀ وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق، لا تغزلي في شعاعها. وقال على العطار ﵀: مررت بالبصرة في بعض الشوارع وإذا مشايخ قعود وصبيان يلعبون، فقلت: ألا تستحيون من هؤلاء المشايخ؟ فقال صبي من بينهم: هؤلاء المشايخ قل ورعهم فقلت هيبتهم. وقيل: إن مالك بن دينار ﵀ مكث بالبصرة أربعين سنة، فلم يصح له يأكل من تمر البصرة ولا رطبها حتى مات ولم يذقه، وكان إذا انقضى وقت الرطب قال: يا أهل البصرة هذا بطني ما نقص منه شيء ولا زاد فيكم شيئًا. وقيل لإبراهيم بن أدهم ﵀: ألا تشرب من ماء زمزم؟ فقال: لو كان لي دلو لشربت. وقيل: كان الحارث المحاسبي ﵀ إذا مد بصره إلى طعام فيه شبهة ضرب على

1 / 252