وجل، وبه يخفف عنه الحساب يوم القيامة، فإن الحساب يوم القيامة لحقوق العباد والمعاملات التي جرت في الدنيا بين الأنام على غير وجه الشرع.
وأما من حاسب نفسه في الدنيا، وأخذ من الخلق ما يستحقه، وأعرض عما ليس له، وخاف من طول الحساب في يوم القيامة، فعلى أي شيء يحاسب، وفي الخبر"إن الله تعالى يستحي أن يحاسب الورعين في يوم القيامة".
ولهذا قال النبي ﷺ: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا".
وقال ﷺ: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"؟
وهذا إشارة إلى التوقف في كل شيء وترك الإقدام عليه إلا بإذن الشرع، فإن وجد في الشرع مساغًا لتناوله والشروع فيه فعل، وإلا وقف عنه ومال إلى غيره، وإليه أشار رسول الله-ﷺ حيث قال: "ادع ما يريبك إلى ما لا يريبك".
وقال ﷺ: "المؤمن وقاف، والمنافق لقاف".
وفي موضع آخر: المؤمن فتاش".
وقال ﷺ: "لو صلبتم حتى تكونوا كالحنايا، وصممتم حتى تكونوا كالأوتار فما ينفعكم إلا الورع الشافي".
وقال ﷺ: "من لم يبال من أين مطعمه ومشربه لم يبال الله تعالى من أي باب من النار يدخله".
عن جابر بن عبد الله ﵄ عن رسول الله ﷺ أنه قال: "أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبقوا الرزق، واتقوا الله وأجملوا في الطلب، وخذوا ما حل لكم، وذروا ما حرم عليكم"
وعن ابن مسعود ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: "لا يكتب العبد مالًا من الحرام ويتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه شيئًا فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار".