ولما بلغ النبي
صلى الله عليه وسلم
أربعين سنة بعثه الله وأنزل عليه الوحي، وكان ذلك يوم الإثنين لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان في سنة عشرين من ملك كسرى أبرويز بن هرمز بن أنوشروان، وكان رسول الله قبل أن يظهر له جبريل عليه السلام يرى ويعاين آثار من يريد الله عز وجل إكرامه بفضله، وكانت الأمم تتحدث بمبعثه وتخبر علماء كل أمة قومها بزمانه، وكانت الأخبار عن دلائل نبوته كثيرة.
وكان أول ما ابتدأ به رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الرؤيا الصادقة، ثم حبب إليه الخلا؛ فكان يجاور بغار حراء
17
يتعبد فيه الليالي ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد أنت رسول الله، قال رسول الله: فجئثت
18
منه فرقا ثم رجعت فدخلت على خديجة فقلت: زملوني زملوني، ثم ذهب عني الروع فأتاني فقال: يا محمد أنت رسول الله. قال: فلقد هممت أن أطرح نفسي من شاهق فتبدى لي حين هممت بذلك فقال: يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله، ثم قال: اقرأ، قلت: وما أقرأ؟ قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، فقرأت فأتيت خديجة فأشفقت على نفسي وأخبرتها خبري، فقالت لي: أبشر فوالله لا يخزيك الله تعالى أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل
Unknown page