وقال المهلب: بالفتح أولى لأنه الذي يستعمل فيه الذراع والشِبر وهو الطريق، قال الحافظ: وليس اللفظ الأخير ببعيد من ذلك. انتهى.
قال عياض: الشبر، والذراع، والطريق، ودخول الجحر تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمّه.
وكذا قال النووي رحمه الله تعالى قال: وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله ﷺ، فقد وقع ما أخبر به ﷺ.
وقال الحافظ ابن حجر: قد وقع معظم ما أنذر به ﷺ، وسيقع بقية ذلك.
وقال المناوي في "شرح الجامع الصغير": هذا من معجزاته ﷺ، فقد اتَّبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم، ومراكبهم، وملابسهم، وإقامة شعارهم في الحروب وغيرها، وأهل الكتابيين في زخرفة المساجد، وتعظيم القبور حتى كاد أن يعبدها العوام، وقبول الرشا، وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء، وترك العمل يوم الجمعة، والتسليم بالأصابع، وعدم عيادة المريض يوم السبت، والسرور بخميس البيض، وأن الحائض لا تمس عجينا، إلى غير ذلك مما هو أشنع وأبشع. انتهى.
قلت: وفي زماننا لم يبق شيء مما يفعله اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من أمم الكفر والضلال إلا ويفعل مثله في أكثر الأقطار الإسلامية، ولا تجد الأكثرين من المنتسبين إلى الإسلام إلى مهطعين خلف أعداء الله يأخذون بأخذهم، ويحذون حذوهم، ويتبعون سننهم في الأخلاق، والآداب، واللباس، والهيئات، والنظامات، والقوانين وأكثر الأمور أو جمعيها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.