262

عليها الندى وأصابها ألم الهوى وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان سمح سخي تقي نقي ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدين على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر فلما أن رأيته بدأته بالسلام فرد علي أحسن ما سلمت عليه وشافهني وسألني عن أهل العراق فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة وهم بين القوم أذلاء فقال لي يا ابن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم وهم يومئذ أذلاء فقلت سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب فقال يا ابن المازيار أبي (1) أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم (2) ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا عفرها (3) والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر فقال إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر (4) واستدار بهما (5) الكواكب والنجوم فقلت متى يا ابن رسول الله فقال لي في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض [من] (6) بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر قال فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي-

Page 266