215

أخبرني جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن الحسين بن علي عن أبي الحسن الإيادي قال حدثني أبو جعفر العمري رضي الله عنه أن أبا طاهر بن بلبل حج فنظر إلى علي بن جعفر الهماني (1) وهو ينفق النفقات العظيمة فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد(ع)فوقع في رقعته قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار ثم أمرنا له بمثلها فأبى قبولها إبقاء علينا ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه. (2)

فأما القائلون بأن الحسن بن علي لم يمت وهو حي باق وهو المهدي فقولهم باطل بما علمنا موته كما علمنا موت من تقدم من آبائه والطريقة واحدة والكلام عليهم واحد هذا مع انقراض القائلين به واندراسهم ولو كانوا محقين لما انقرضوا (3).

ويدل أيضا على صحة وفاته ما رواه

سعد بن عبد الله الأشعري قال سمعت أحمد بن عبيد الله بن خاقان (4) وهو عامل السلطان بقم في حديث طويل اختصرناه قال لما اعتل أبو محمد الحسن بن علي(ع)بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل فركب مبادرا إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين من ثقاته وخاصته منهم نحرير فأمرهم بلزوم دار أبي محمد وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعهده صباحا ومساء.

فلما كان بعد يومين أخبر أنه قد ضعف فركب حتى نظر إليه ثم أمر

Page 218