Gharīb al-Qurʾān li-Ibn Qutayba
غريب القرآن لابن قتيبة
Editor
أحمد صقر
Publisher
دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)
سورة إبراهيم
مكية كلها
٥- ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ أي: بأيام النِّعم (١) .
٧- ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ﴾ مبيَّن في سورة الأعراف (٢) .
٩- ﴿فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ قال أبو عبيدة: تركوا ما أمروا به، ولم يُسلِموا (٣) .
ولا أعلم أحدًا قال: ردَّ يدَه في فيه؛ إذا أمسك عن الشيء! والمعنى: رَدُّوا أيديهم في أفواههم، أي عضُّوا عليها حنقًا وغيظا. كما قال الشاعر:
يَرُدُّونَ فِي فِيهِ عَشْر الحَسُودِ (٤)
يعني: أنهم يَغيظُون الحسودَ حتى يعض على أصابعه العشر، ونحوه قول الهُذَلي:
(١) في تفسير الطبري ١٣/١٢٢ "يقول ﷿: وعظهم بما سلف من نعمي عليهم في الأيام التي خلت، فاجتزئ بذكر الأيام من ذكر النعم التي عناها؛ لأنها أيام كانت معلومة عندهم أنعم الله عليهم فيها نعما جليلة: أنقذهم فيها من آل فرعون بعد ما كانوا فيه من العذاب المهين، وغرق عدوهم فرعون وقومه، وأورثهم ديارهم وأموالهم".
(٢) راجع ص ١٧٤.
(٣) نص كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن ١/٣٣٦ "مجازه مجاز المثل، وموضعه موضع: كفوا عما أمروا بقوله من الحق، ولم يؤمنوا به ولم يسلموا، ويقال: رد يده في فمه، أي أمسك إذا لم يجب" وقد ذكره الطبري ١٣/١٢٧ ورده، ونقله القرطبي كما نقل نقد ابن قتيبة ٩/٣٤٥-٣٤٦.
(٤) هكذا ذكره ابن قتيبة غير منسوب في المعاني الكبير ٨٣٤ وشرحه بقوله: "يعني أصابع يديه العشر يعضها غيظا عليهم وحنقا" والذي في تفسير القرطبي ٩/٣٤٦:
تردون في فيه غش الحسو ... د حتى يعض على الأكفا
يعني أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه وكفيه".
1 / 230